تونس- افريكان مانجر
في حصيلة هي الأثقل في سجل المواجهات التي جرت خلال الأشهر الماضية بين قوات الجيش والأمن الوطنيين من ناحية والمجموعات الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي وغيره من جبال الوسط والشمال الغربي من ناحية أخرى، استشهد الليلة البارحة 14 من أفراد الجيش الوطني وجرح حوالي 20 من العسكريين إصاباتهم متفاوتة الخطورة ليرتفع بذلك عدد ضحايا الأمنيين و العسكريين في مواجهة الإرهاب و يصل إلى 60 شهيدا.
أربي جي و أسلحة
و يتزامن الهجوم الأخير الذى شنته مجموعات إرهابية ليلة الاربعاء في حدود موعد الإفطار على نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني مع الذكرى الأولى لحادثة استشهاد 9 جنود اثر تفجير لغم بجبل الشعانبي حيث لم يقتصر الارهابين بتفجير بل قاموا بالتنكيل بجثث الجنود و ذلك في الثامن عشر من شهر رمضان 2013.
و قد تمّ تنفيذ الهجوم الإرهابي الأخير على منطقة هنشير التلة في عمق جبل الشعانبي باستعمال قذائف الار بي جي وأسلحة ، و تتواصل اليوم العمليات الميدانية لتعقب الإرهابيين ولإجلاء المصابين من عناصر الجيش الوطني.
وكان العميد الامجد الحمامي ممثل وزارة الدفاع الوطني قد أفاد في لقاء صحفي انعقد خلال الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس بأن مجموعتين إرهابيتين قامتا في حدود الساعة السابعة و40 دقيقة من مساء الأربعاء بمهاجمة نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني بصورة متزامنة في منطقة هنشير التلة في عمق الجبل باستعمال قذائف الار بي جي وأسلحة رشاشة. وأكد الحمامي خلال هذه النقطة الإعلامية عزم الجيش الوطني على مواصلة مجابهة الإرهاب وتقديم التضحيات في سبيل الوطن.
أثقل الخسائر
و قد سُجلت أولى العمليات الإرهابية في تونس بعد الثورة تحديدا منذ يوم 18 ماي 2011 من منطقة الروحية من ولاية سليانة وبقيت مستمرة بين فترة و أخرى إلى حدود اليوم باستشهاد 14 عسكريا,و قد أسفرت هذه العمليات عن قتل عدد كبير من أعوان الحرس الوطني ومن الأمن بالإضافة إلى عدد من الضحايا و المعتقلين في صفوف الإرهابيين .
كما شهدت السنة الثانية من الثورة حدثا إرهابيا وحيدا أيضا في 10 ديسمبر 2012 استشهد على إثره الضابط بالحرس الوطني أنيس الجلاصي برصاص مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ولاية القصرين.
و في سنة 2013 سُجل ارتفاع ملحوظ في عدد العمليات الإرهابية كما سُجل اغتيالين سياسيين إلا ان حادثة ذبح الجنود بالشعانبي في شهر رمضان بتاريخ 29 جويلية 2013 تبقى الأكثر بشاعة بنظر التونسيين في المقابل لم تقم سلطات الدولة أو الوحدات الأمنية باتخاذ إجراءات ردعية وطارئة استباقا للرد على مثل هذه الحادثة البشعة مما تسبب في تتالي العمليات الإرهابية لاحقا. و قد بلغ عدد العمليات الإرهابية سنة 2013 نحو 15 عملية إرهابية .
هذا و يُعد الهجوم الإرهابي الغادر أمس من اشنع و اثقل الخسائر التي لحقت بقوات الجيش الوطني حيث سقط 14 شهيدا على عين المكان فيما تُرجخ بعض المصادر إرتفاع الحصيلة نظرا لخطورة اصابات بعض العسكريين.