تونس-أفريكان مانجر
رغم ما أثارته عمليّة التّمديد مجدّدا في التّسجيل للانتخابات من جدل كبير في أوساط المراقبين للمسار الانتخابي من منظّمات وأحزاب ومجتمع مدني -خوفا من استسهال الأمور واعطاء التّونسي فرصة للتّخاذل عن التّسجيل،على أمل أن يتمّ التّمديد مرّة أخرى في فترة التّسجيل- إلاّ أنّ التوّقّعات كانت عامّة مطمئنة، حيث أكّد كثير من المراقبين أنّ الإقبال عن التّسجيل سيكون جيّدا رغم أنّ انطلاقة عمليّة التّسجيل كانت محتشمة جدّا ولا تبشّر باقبال كبير خلال فترة التّمديد الثّانية.
وتجدر الإشارة الى أنّه رغم مرور 12 يوما من تاريخ انطلاق فترة التّمديد الثّانية للتّسجيل الاّ أنّ عدد النّاخبين لم يبلغ الى حدّ الان 6 مليون شخص، وفي هذا الإطار، قال الأستاذ النّاصر الهرّابي المدير التّنفيذي لمرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ عدد المسجلين بلغ إلى غاية 14 أوت 2014 بلغ 708 112 5، مبرزا أنّه في فترة التسجيل الثانية التي انطلقت يوم 5 أوت 2014 كان أعلى يوم تسجيل هو يوم 7 أوت المنقضي، ثم تراجع عدد المسجلين منذ ذلك اليوم ليرتفع قليلا يوم 11 أوت المنقضي، لكن يبقى يوم 7 أوت من أكثر الأيام نسبة تسجيل منذ إنطلاق العملية الثانية للتسجيل.
نسب تسجيل ضعيفة جدّا
وأضاف نفس المصدر أنّه مقارنة بالفترة الأولى لعملية التسجيل فإن أعلى نسبة تسجيل كانت يوم 22 جويلية 2014، وهو ما يعني أنّ يوم 22 جويلية المنقضي حقّق أعلى نسبة تسجيل للفترة الأولى ويوم 7 أوت أعلى نسبة تسجيل بالنّسبة للفترة الثانية للتسجيل، مشيرا الى أنّ أقل نسبة تسجيل في الفترة الثانية كان يوم الأحد الفارط 10 أوت 2014، وقد لاحظ المنصف الهرّابي ذلك شخصيّا، حيث رصد في بعض مكاتب التّسجيل اقبال شبه منعدم على التّسجيل للانتخابات على غرار مكتب الزّهراء الذي لم يسجّل سوى ثلاث أشخاص كامل اليوم.
من جهة أخرى، بيّن محدّثنا أنّ نسبة التسجيل بالهاتف حافظت على النسبة الأولى، لتليها نسبة التسجيل عبر المكاتب، مشيرا الى أنّ التسجيل بالأنترنات بالنسبة للجالية التونسية بالخارج تبقى أقل النسب وتعدّ محتشمة جدّا وذلك لغياب قاعدة بيانات للمواطنين بالخارج وفق تصريح سابق لليلى بحريّة رئيسة المرصد وكاتبة الدّولة السّابقة المكلّفة بالشّؤون الخارجيّة.
اسباب ضعف التّسجيل للانتخابات
وعن سبب هذا الاقبال المحتشم والعزوف الكبير على التّسجيل، بيّن محدّثنا أنّ الحملات التّحسيسيّة خلال فترة التّمديد الثّانية للتّسجيل ضعيفة جدّا ودون المطلوب وقد رصد “أفريكان مانجر” عديد الحالات في تونس العاصمة لا علم لها بفترة التّمديد الثّانية للتّسجيل للانتخابات، فما بالنا بالمناطق الرّيفيّة والقرى الصّغيرة ؟
ويذكر أنّ ليلى بحريّة أرجعت في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” الاقبال المحتشم للتّسجيل للانتخابات الى ضعف الحملات التّحسيسيّة، مع الإشارة الى أنّ “أفريكان مانجر” لاحظ منذ انطلاق الفترة الثّانية للتّسجيل ضعف كبير في العمليّات التّحسيسيّة مقارنة بالفترة الأولى للتّسجيل والفترة الأصليّة، وفي هذا السّياق، دعت رئيسة مرصد شاهد الى مزيد التّحسيس بتكثيف الحملات التّحسيسيّة عبر المراكز المتنقّلة خاصّة في المناطق الدّاخليّة، مع التّركيز على الأرياف.
من جهة أخرى، عبّرت ليلى بحريّة عن استحسانها لمباردة وداد بوشمّاوي رئيسة الاتّحاد التّونسي لصناعة والتّجارة والصّناعات التّقليديّة التّي تقدّمت بها للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات والتّي تنصّ على توفير مراكز متنقّلة تجوب المؤسّسات وتسجّل العاملين بها، لكن يبقى هذا الحلّ غير ناجع مائة بالمائة على حدّ تعبيرها، حيث أنّ عدد كبير من الموظّفين اختاروا أن يكون شهر أوت شهر عطلتهم الصّيفيّة بعد انتهاء شهر رمضان، ممّا يجعل من هذا الحلّ نجاعته محدودة رغم أهميّته.
ومن هذا المنطلق، قالت محدّثتنا إنّه يمكن توفير بعض المراكز المتنقّلة في الشّواطئ والفنادق بما أنّها فترة عطلة كثير من الأشخاص، لتسجيل أعداد هامّة منهم، كما دعت الى تكثيف هذه المراكز في الفضاءات التّجاريّة والمقاهي، هذا الى جانب دعوتها المجتمع المدني والأحزاب الى الانخراط في حملة التّحسيس للتّسجيل للانتخابات.
هدى