تونس-افريكان مانجر
يتوقع أن يستأنف اليوم الاثنين 7 افريل 2014 المعبر الحدودي رأس جدير نشاطه بعد سلسلة من المفاوضات بين الحكومة التونسية و نظيرتها الليبية بشأن التوصلّ لحلّ يتمّ بمقتضاه إعادة فتحه بعد إغلاق تواصل لأكثر من شهر، و تبعا لذلك تقرّر اليوم رسميّا إعادة فتح المعبر الذي يُسجلّ يوميا عبور 4 آلاف تونسي إلى طرابلس مُقابل دخول نحو 7 آلاف ليبي إلى تونس.
ورغم أهمية القرار باعتبار أنّ المعبر يُمثلّ شريان الحياة الوحيد تقريبا لأهالي منطقة بن قردان، فقد دعا عدد من المراقبين إلى إيجاد حلول جذرية بين البلدين ولمنطقة بنقردان حتى لا يتمّ من جديد غلق المعبر. فيما طالب آخرون رئاسة الحكومة بتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين و الخاص بإقامة منطقة للتبادل الحرّ تُوفر فرص عمل ممّا سينتج عنه التصدي لظاهرة التهريب و لتجارة الموازية على حدّ تعبيرهم.
القرار بيد السلطات الليبية
و كان إغلاق المعبر قد تمّ إغلاقه بقرار من السلطات الليبية و قد بررت ذلك بان الجانب التونسي خرق الاتفاق الأمني الذي انعقد برأس جدير حول تأمين سلامة المسافرين من الجانبين. و خلال اتصال جمع ” افريكان مانجر ” بمصدر مطلع بوزارة الشؤون الخارجية ذكر أنّ تواصل غلق معبر رأس جدير مرّده تدّخل بعض المجموعات و العناصر الخارجة عن القانون في ليبيا مُوضحا أنّه لا إشكال مع السلطات الليبية غير أنّ أطرافا أخرى تتعمدّ التدخل على الخط و تُغلق المعبر كلما تمّ فتحه.
و عليه فإنّ الحكومة التونسية و بحسب المصدر ذاته قررت عدم التسرّع في أخذ قرار فتح المعبر الحدودي من جديد إلا بعد أخذ ضمانات لعدم إغلاقه ساعات قليلة بعد استئناف نشاطه كما حصل في السابق.
الحلّ في منطقة التبادل الحرّ
و كانت منطقة بن قردان قد شهدت الأيام الماضية حالة من الاحتقان و التوتر الأمني بسبب حرمان الجهة من مشاريع تنموية، و قد نادى المحتجون بأن تضع الحكومة في أولوياتها استحثاث انجاز المشاريع المبرمجة بالمنطقة على غرار المنطقة الصناعية المعطلة والمنطقة اللوجستية ومنطقة التبادل الحر وسبخة العذيبات إذا ما ارتأت أن تغلق باب الرزق المتأتي من التجارة مع القطر الليبي عبر معبر رأس جدير الحدودي لكامل المنطقة.
و قد حذرت بعض الأطراف من التداعيات الخطيرة التي يُمكن أن تنجر عن تواصل الاضطرابات بمنطقة رأس جدير، حيث نبّه كاتب عام نقابة الأمن الجمهوري الحبيب الراشدي من أنه قد يتمّ استغلال التوتر بالمنطقة لتنفيذ مخططات إرهابية أو لتهريب الأسلحة. و أضاف في تصريح ل” افريكان مانجر ” أنّ إحباط عدد من المخططات الإرهابية و إلقاء القبض على عناصر تنتمي لتنظيمات متشدّدة دينيا تُؤكد أنّ الاضطرابات الأمنية و التوترات التي تشهدها منطقة بن قردان منذ مدّة هي عملية مُدبرة وفق تعبيره، كما أكد محدثنا أنّ بعض الأطراف كانت تسعى إلى ” تحويل وجهة ” العناصر الأمنية لحماية منطقة دون أخرى و من ثمّة القيام بعمليات تفجيرية في مؤسسات حيوية بالدولة.
و نظرا للقرب الجغرافي بين البلدين، حيث لا تفصل بين تونس و طرابلس سوى بضع الكيلمترات حذّر الخبير في الجماعات الإرهابية على زرمدين من أنّ خروج الوضع الأمني ببن قردان عن السيطرة سيجعل الوضع العام في تونس على المحك. و أضاف في تصريح ل” افريكان مانجر” أنّ الانتشار الكبير للأسلحة بمختلف أنواعها في القطر الليبي يُهدّد الإستقرار الأمني بتونس، مُشيرا إلى أنّه يوجد حاليا ما يناهز عن 70 مليون قطعة سلاح بمختلف المناطق بالجارة ليبيا. و عليه أكد أنّ بن قردان تُعبر منطقة” ساخنة ” لأنّه من الوارد جدّا أن يقع استغلال حالة الاحتقان و تهريب الأسلحة إلى تونس بما فيها السلاح الكيمياوي باعتبار أن القذافي و على حد قوله لم يُعدم كامل مخزونه من السلاح الكيماوي.
إعادة إغلاق المعبر مسالة واردة
و في سياق متصل قال رئيس نقابة أعوان الديوانة محمد الغضبان ل” افريكان مانجر “إنّ إعادة فتح المعبر الحدودي رأس جدير دون التوصل إلى حلول جذرية مع الجانب الليبي لن يحلّ الأزمة و سيعود من جديد إغلاق المعبر. و لئن اعتبر محدثنا أنّ معبر رأس جدير هو شريان الحياة في ولاية مدنين و المناطق المجاورة لها، فقد شدّد على أنّ الحلّ ليس في فتح المعبر بقدر ماهو إيجاد مشاريع تنموية بالجهة.
يُذكر أن المؤسسات العمومية بالمنطقة استأنفت عملها اليوم الاثنين بعد إضراب عام تواصل منذ 31 مارس الماضي احتجاجا على أسموه سياسة التجاهل من قبل الحكومة لمطالبهم.